في السابع عشر من تموز كلِّ سنة يحتفل العالم باليوم العالميِّ للعدالة الدوليّة.
تتَّخذ تلك الاحتفاليةٌ طابعًا مختلفًا في لبنان حيثُ تُهَيْمن سياساتٌ تُفضي كلُّها إلى الإفلات من العقاب، وهو النقيضُ الذي فيه تتمثّل تجربتُنا مع العدالة. فمنذُ الحرب الأهليّة ومرورًا بكلِّ الجرائم السياسيّة في تاريخ لبنان الحديث، نجح المتورِّطون في هذه الجرائم ومنفِّذوها مرارًا وتكرارًا بالإفلات من قبضةِ القانون، في حين تَبقى التحقيقاتُ القضائيّة منقوصةً بطبيعة الحال.
وما الجرائمُ السياسيّةُ النادرة التي تحقَّقت فيها بعضُ أَوجُهِ العدالة سوى البرهانُ أنَّ تلك الأخيرةُ هي الاستِثناءُ في لبنان، فيما الإفلاتُ من القصاص هو السائدُ والمعتاد. فلا قانونُ العفوِ العامّ الذي أُقِرَّ سنةَ ١٩٩١ ولم يَمنح ضحايا الحربِ الأهليّة سوى هبةَ النسيانِ القسريِّ، ولا الأحكامُ الدوليّةُ في جريمة اغتِيال رفيق الحريري، الصادرةُ مؤخَّرًا عن المَحكمة الخاصّة بلبنان، استَجابَت لتطلُّعات اللبنانيّين إلى عدالةٍ مُكتمِلة الأركان. اليومَ، تزدادُ الحاجةُ للعدالةِ إلحاحًا في بلدٍ لم يَنهَض من رُكامِه بعدَ انفِجار مرفأِ عاصمتِه في ٤ آب ٢٠٢٠ ـ وهو من أكبرِ الانفجارات غيرِ النووِيّة في التاريخِ -، إذ إنَّ التحقيقاتِ يُعيقُها جَمعٌ من شخصيّاتٍ من المرجَّح أن تكونَ متوَرِّطةً في هذه الجريمة.
في خضمِّ كلِّ أنواعِ العنفِ الممارَس، وما خلَّفه من ضحايا يَستحيل تَعدادُها، لم يَكُفَّ اللبنانيِّون عن نضالِهم من أجلِ استِحقاق العدالة. لذلك نَدعوكم في هذا اليوم للانضِمام إلى أُمم للتوثيق والأبحاث ومؤسّسة لقمان سليم ودار الجديد وَيوستيكوم IUSTICOM، لإحياءِ اليوم العالميِّ للعدالة الدوليّة، والتأكيدِ محليًّا ودوليًّا على ضرورةِ وَضع حدٍّ لثقافةِ الإفلاتِ من العقاب والسعي لأجلِ تحقيق #العدالة_للبنان.
لقاؤنا الساعة ٦ مساءً ١٧ تموز/يوليو ٢٠٢٢ في قاعة «ستايشن»/سنّ الفيل، جسر الواطي، بمحاذاة أشكال ألوان
تتخلَّلُه ندوةٌ تُناقش قضيّة العدالةِ والمحاسبة في لبنان، بالإضافةِ إلى تجهيزٍ فوتوغرافيّ يتناوَلُ المسألة من خلالِ أحداثٍ ومقارباتٍ فنّيَّة مختلِفة، وعرضٍ لرسائلَ من الضحايا والمدافعينَ عن دَولة القانون.
نشاط تدعمه مؤسسة هاينريش بول - بيروت - الشرق الأوسط